لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
121264 مشاهدة
من مظاهر تعظيم البيت الطواف به عند القدوم والوداع

كذلك أيضا بقي على الحجاج عندما يريدون السفر أن يودعوا البيت أن يطوفوا بالبيت سبعا طواف الوداع، ويسمى طواف الصدر؛ لأنهم يصدرون بعده، فمن أقام بعده بأن بات ليلة أو بات نهارا كاملا؛ فإنه يعيده ليكون آخر عهده بالبيت يقول ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ؛ يعني بالطواف به إلا أنه خفف عن المرأة الحائض؛ يعني لأنها قد تطول مدة انتظارها؛ فيسقط عنها طواف الوداع.
من شرف هذا البيت أنه يبدأ به؛ إذا قدم يطوف للقدوم يبدأ به فيكون تحية مكة الطواف. وإذا انتهى من أعماله ختم به ختم بالطواف؛ فيكون ابتداؤه بالطواف وانتهاؤه بالطواف؛ وذلك لأن مكة ما تميزت إلا بهذا البيت .